like or share

الجمعة، 17 يونيو 2016

كلمة منفعه لقداسة البابا شنوده الثالث حياة البذل

كلمة منفعه لقداسة البابا شنوده الثالث  حياة البذل
كلمة منفعه لقداسة البابا شنوده الثالث
======================
حياة البذل
--------------
كل ما يطلبه الله منك هو قلبك: "يا أبنى أعطني قلبك".. وهو عندما يطلب قلبك، إنما يطلب حبك. ودليل الحب هو البذل.
ومن هنا كانت الحياة الروحية هي حياة البذل، بذل كل شيء حتى الحياة ذاتها. ومغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.
لابد أن تترك شيئًا من أجل الله، لتثبت محبتك لله. ويعتبر حبك عظيمًا كلما عظم ما تتركه لأجله.
أنظر إلى إبراهيم أب الآباء، كيف بدأ علاقته مع الله..؟ بدأها بقول الرب له "أخرج من أرضك، ومن عشيرتك، ومن بيت أبيك، إلى الأرض التي أريك" (تك 12).
 
ومن أجل الله ترك بيت أبيه وأسرته ووطنه. فهل اكتفى الله بهذا؟ كلا لقد قال له حتى في أرض غربته "خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه إسحق. وأصعده هناك محرقة".. وأطاع إبراهيم وذهب ليقدم ابنه.. موسى أيضًا، من أجل الله ترك الأمارة، والقصر الملكي، والغنى والسيطرة "حاسبًا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر" (عب 11: 26).

والرسل قالوا للسيد المسيح "تركنا كل شيء وتبعناك".. وقال بولس الرسول "من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح" (في 3: 8).

والبذل يصل إلى قمته عندما تبذل كل شيء: كالأرملة التي دفعت الفلسين، والأرملة التي أعطت كل طعامها في المجاعة لإيليا النبي.. "بِع كل مالك، وتعال اتبعني، حاملًا الصليب" الله نفسه أعطانا مثال البذل "هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد"، "ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه" (يو 15: 13).

والشهداء بذلوا ذواتهم "ولم يحبوا حياتهم حتى الموت"، من أجل محبتهم للسيد المسيح.

وأنت أيها العزيز.. ماذا بذلت من أجل المسيح، الذي من أجلك أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، ومات على الصليب؟ لست أطلب منك الآن أن تبذل من أجله الحياة كالشهداء (فلهذا الأمر زمان خاص) وإنما أهم شيء تتركه من أجله هو أن تترك خطاياك المحبوبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق